منتديات كمنا المصرى
كل ما يخص عن العزاء من اسئله 030612160339iyo0oy46rkxpfwx8h
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا كل ما يخص عن العزاء من اسئله 829894
ادارة المنتدي كل ما يخص عن العزاء من اسئله 103798
منتديات كمنا المصرى
كل ما يخص عن العزاء من اسئله 030612160339iyo0oy46rkxpfwx8h
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا كل ما يخص عن العزاء من اسئله 829894
ادارة المنتدي كل ما يخص عن العزاء من اسئله 103798
منتديات كمنا المصرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات كمنا المصرى

افضل المنتديات
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كل ما يخص عن العزاء من اسئله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
توتا اكشن

توتا اكشن


عدد المساهمات : 67
تاريخ التسجيل : 15/02/2011
العمر : 33

كل ما يخص عن العزاء من اسئله Empty
مُساهمةموضوع: كل ما يخص عن العزاء من اسئله   كل ما يخص عن العزاء من اسئله Emptyالإثنين يونيو 11, 2012 7:47 pm




من سمات عقيدتنا الغراء، وشريعتنا السمحة، أنها بجانب أنها ربانية لا دخل
للبشر فيها، وأنها محفوظة الأصول، وأنها صالحة لكل زمان ومكان، وأنها سهلة
ويسرى، فهي كاملة وتامة، لا تقبل زيادة ولا نقصاناً، فالزيادة فيها
مردودة، والنقصان منها ممنوع، وقد جاء إعلان ذلك بنزول قوله تعالى: "اليوم
أكملتُ لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً"1، فما لم
يكن في ذلك اليوم ديناً فلن يكون اليوم ديناً، كما قال مالك رحمه الله.

ولهذا
حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الابتداع في الدين قائلاً: "من أحدث
في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"2، وفي رواية: "من عمل عملاً ليس عليه
أمرنا فهو رد"3، "وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة
ضلالة".

على
الرغم من ذلك فما فتئ كثير من الناس يبتدعون في دين الله ما لم ينزل به
سلطاناً، ويستحسنون بعقولهم وآرائهم ما يزينه لهم شياطين الإنس والجن، فكم
من سنن قد أميتت، وكم من بدع قد فشت وظهرت، وعمت وطمت، لا يستثنى من ذلك
مجال من مجالات الحياة، وإن كان بعضها أسوأ حالاً من بعض، من المجالات
التي كان لها نصيب وافر، وحظ خاسر من ذلك جانب الجنائز، حيث كثرت فيه
البدع وتنوعت، وتعددت فيه المحدثات وتوافرت، حتى طغت على السنن وغطت.

وبعد..
فهذا
تذكير وتنبيه بأهم البدع التي استحدثت في الجنائز وعمت بها البلوى في
البوادي والحواضر، وأضحى السكوت عنها جريمة لا تغتفر، ونذير شؤم بخطر، عسى
أن تجد آذاناً صاغية، وقلوباً واعية، ونفوساً زاكية.

هذه
البدع قد لا تجتمع في بلد واحد، ولا تتحقق كلها في مأتم واحد، وقد يكون
لبعض المجتمعات حظ منها أكثر من غيرها، وبعضها قد يكون معلوماً لفريق من
الناس وبعضها قد يكون مجهولاً، وهذا كله لا يمنع من التنبيه عليها والتحذير
منها مجتمعة، فما أيسر انتشار البدع وذيوعها، وما أسرع نقلها وقبولها.

في البداية لابد من الإشارة إلى تعريف البدعة وبيان أن كلها ضلال وشر.
فالبدعة هي كل أمر حادث ليس له أصل في كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أجمعت عليه الأمة.
والبدع
دركات بعضها أخطر من بعض، فهناك بدع كفرية، وبدع محرمة، وبدع مكروهة،
وكلها ضلال بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل بدعة ضلالة".

وهذا
يرد تقسيم من قسم البدع إلى حسنة وقبيحة، وإن قال به بعض أهل العلم، لأنه
لا يقوم على دليل، هذا فيما يتعلق بالبدع الشرعية، سواء إن كانت حقيقية
أم إضافية، أما البدع اللغوية وما يتعلق بالعادات فهذا غير معني.

فأقول وبالله التوفيق:
النعي
هو الإعلام بموت الميت، منه ما هو جائز كإعلام الأهل والإخوان وأهل الفضل
ليتمكنوا من الحضور لتجهيز الميت، وتشييعه، والصلاة عليه، والاستغفار له،
ودليل ذلك ما صح عن أبي هريرة أنه قال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، خرج إلى المصلى فصفَّ بهم وكبَّر
أربعاً".5

ومنه
ما هو ممنوع، وهو نعي الجاهليين الذي يهدف من ورائه إلى المفاخرة
والمباهاة، وهو أن ينادى في الناس إن فلاناً مات، وهذا الذي نهى عنه رسول
الله صلى الله عليه وسلم وحذر منه حذيفة وغيره من السلف؛ ودليل كراهة نعي
الجاهلية وهو الإعلام الزائد عن إعلام الأهل والأقربين والأصدقاء للقيام
بالواجب:

·
قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "إذا متُّ فلا تؤذنوا بي أحداً، فإني
أخاف أن يكون نعياً، وإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن
النعي".6

·
وقال سعيد بن منصور في سننه: "أخبرنا ابن علية عن ابن عون قال: قلتُ
لإبراهيم7 أكانوا يكرهون النعي؟ قال: نعم، قال ابن عون: كانوا إذا توفي
الرجل ركب رجلٌ دابة، ثم صاح في الناس: أنعي فلاناً؛ وبه إلى ابن عون قال:
قال ابن سيرين: لا أعلم بأساً أن يؤذن الرجل صديقه وحميمه).8

قال
الترمذي: وقد كره بعض أهل العلم النعي، والنعي عندهم أن ينادى في الناس
بأن فلاناً مات ليشهدوا جنازته، وقال بعض أهل العلم: لا بأس أن يعلم الرجل
قرابته وإخوانه).9

وقال
الحافظ ابن حجر: (قال ابن رشيد: وفائدة هذه الترجمة الإشارة إلى أن النعي
ليس ممنوعاً كله، وإنما نهى عما كان أهل الجاهلية يصنعونه، فكانوا يرسلون
من يعلن بخبر موت الميت على أبواب الدور والأسواق، وقال ابن المرابط:
مراده أن النعي الذي هو إعلام الناس بموت قريبهم مباح.

إلى أن قال: وحاصله أن محض الإعلام بذلك لا يكره، فإن زاد على ذلك فلا، وقد كان بعض السلف يشدد في ذلك.
ثم
قال: قال ابن العربي: يؤخذ من مجموع الأحاديث ثلاث حالات: الأولى إعلام
الأهل والأصحاب وأهل الصلاح فهذا سنة، الثانية دعوة الحفل للمفاخرة فهذه
تكره، الثالثة الإعلام بنوع آخر كالنياحة ونحو ذلك فهذا يحرم).10

الذي
يظهر والله أعلم أن الفارق بين النعي الجائز والممنوع دقيق جداً، ولذلك
أخذ حذيفة بالأحوط ونهى أن يعلم به أحداً، وأن هذا الأمر تحكمه النية، فمن
كانت نيته إعلام الأهل والأصدقاء وأهل الفضل والصلاح ليستغفروا ويصلوا
ويشيعوا فهذا جائز، ومن كانت نيته المباهاة والمفاخرة فهذا هو النعي
الممنوع، وفي الجملة يكره النعي بالوسائل التالية:

1. الإعلان عن ذلك في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمشاهدة.
2. عند أبواب المساجد.
3. عند الأسواق وفي الطرقات.

ã ثانياً: لطم الخدود، وشق الجيوب، ورفع الصوت بالبكاء والعويل
من
البدع المنكرة والأعمال القبيحة الجزع والتسخط عند وقوع المقدور بالقول
والفعل، كالبكاء والعويل، أولطم الخدود، وشق الجيوب، والدعاء بدعوى
الجاهلية.

لقد
نهى الإسلام أتباعه عن سلوك هذا المسلك المشين، وأمرهم عند نزول المصائب
أن يحمدوا الله ويسترجعوه: "الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا
إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون"11،
فعظم الثواب من عظم المصاب، وليتذكروا مصابهم برسول الله صلى الله عليه
وسلم، الذي كل مصيبة بعده جلل.

لقد
رخص الإسلام في البكاء بالدمع من غير نواح ولا صياح ولا تسخط، فقد دمعت
عينا سيد الخلق عندما مات ابنه إبراهيم عليه السلام، وعندما عوتب في ذلك
قال: "إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا
على فراقك يا إبراهيم لمحزونون".12

وقد بيَّن الرسول الكريم أن الصبر إنما يكون عند الصدمة الأولى.13
الأدلة على النهي عن هذه الفعال الجاهلية
1.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية".14

2. وعن أبي أمامة رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الخامشة وجهها، والشاقة جيبها، والداعية بالويل والثبور".15
3.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أربع في أمتي من أمر الجاهلية لن يدعهن الناس: النياحة، والطعن في
الأحساب، والعدوى.. والأنواء مطرنا بنوء كذا وكذا".16

4. وروي عنه أنه قال: "النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب".17
5.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة
تبكي عند قبر، فقال: اتقي الله واصبري؛ قالت: إليك عني، فإنك لم تصب
بمصيبتي؛ ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأتت النبي
صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك؛ قال: إنما
الصبر عند الصدمة الأولى".18

6.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "اشتكى سعد بن عبادة شكوى له،
فأتاه النبي يعوده مع عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن
مسعود رضي الله عنهم، فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله، فقال: قد قضى؟
قالوا: لا يا رسول الله؛ فبكى النبي، فلما رأى القوم بكاء النبي بكوا،
فقال: ألا تسمعون؟ إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب
بهذا – وأشار إلى لسانه – أويرحم، وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه"، وكان
عمر رضي الله عنه يضرب فيه بالعصا، ويرمي بالحجارة، ويحثي بالتراب".19

7.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قتلُ
ابن حارثة وجعفر وابن رواحة جلس يُعرَف فيه الحزن، وأنا أنظر من صائر الباب
– شق الباب – فأتاه رجل فقال: إن نساء جعفر – وذكر بكاءهن- فأمره أن
ينهاهن، فذهب ثم أتاه الثانية لم يطعنه، فقال: انْهَهُنَّ؛ فأتاه الثالثة
قال: والله غلبننا يا رسول الله؛ فزعمت أنه قال: فاحث في أفواههن التراب؛
فقلت: أرغم الله أنفك، لم تفعل ما أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم
تترك رسول الله من العناء".20

نماذج للصبر والاحتساب
لقد
ضرب السلف الصالح نماذج رائعة في صبرهم واحتسابهم عند المصائب، وإليك
طرفاً من ذلك، لتعرف الفرق الشاسع والبون الواسع بيننا وبين سلفنا الصالح:

1. ما فعلته أم سليم وأبو طلحة رضي الله عنهما
عن
أنس رضي الله عنه قال: "اشتكى ابن لأبي طلحة، قال: فمات وأبو طلحة خارج،
فلما رأته امرأته أنه قد مات هيأت شيئاً ونحته في جانب البيت، فلما جاء
أبوطلحة قال: كيف الغلام؟ قالت: قد هدأت نفسُه، وأرجو أن يكون قد استراح؛
وظن أبوطلحة أنها صادقة، قال: فبات، فلما أصبح اغتسل، فلما أراد أن يخرج
أعلمته أنه قد مات، فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم أخبر النبي صلى
الله عليه وسلم بما كان منهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعل
الله يبارك لكما في ليلتكما"، قال سفيان: فقال رجل من الأنصار: فرأيت لهما
تسعة أولاد كلهم قد قرأ القرآن".21

وفي
رواية لابن حبان: "تزوجت أم سليم بأبي طلحة بشرط أن يسلم، فحملت فولدت
غلاماً صبيحاً، فكان أبو طلحة يحبه حباً شديداً، فعاش حتى تحرك فمرض، فحزن
أبو طلحة عليه حزناً شديداً حتى تضعضع".

وفي
رواية قالت: يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قوماً أعاروا أهل بيت عارية،
فطلبوا عاريتهم، ألهم أن يمنعوهم؟ قال: لا؛ قالت: فاحتسب ابنك؛ فغضب، وقال:
تركتني حتى تلطخت، ثم أخبرتني بابني"، وفي رواية قال لها: "والله لن
تغلبيني على الصبر".

2. كل مصيبة بعدك جلل!
روى
ابن إسحاق بسنده إلى سعد بن أبي وقاص قال: (مر رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو راجع إلى المدينة بعد غزوة أحد بامرأة من بني دينار وقد أصيب
زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد، فلما نعوا لها
قالت: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: خيراً يا أم فلان، هو
بحمد الله كما تحبين؛ قالت: أرونيه حتى أنظر إليه؛ قال: فأشير لها إليه،
حتى إذا رأته قالت: "كل مصيبة بعدك جلل".

قال ابن هشام: الجلل يكون من القليل والكثير، وهو ههنا القليل، قال امرؤ القيس:
ولقتل بني أسد ربهم ألا كل شيء خلاه جلل
أي صغير قليل).22
فهو من الأضداد.
3. صبر وثبات أبي بكر عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان
أحب الرجال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبوبكر، وكان حب أبي بكر لا
يدانيه حب، فعندما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل عليه وكان
غائباً، فكشف عن وجهه وقبَّله، وقال: طبتَ حياً وميتاً؛ ثم خرج يتلو قوله
تعالى: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أوقتل انقلبتم
على أعقابكم" الآية، فثبت الله به قلوب المؤمنين.

4. ما فعلته الخنساء مع بنيها الأربعة
كان
للخنساء أربعة أولاد، فحثتهم وحضتهم على القتال في حرب القادسية، وخرجت
معهم لخدمتهم، فاستشهد أربعتهم، فصبرت واحتسبت، ولم ترثهم ببيت واحد، وهي
التي بكت أخويها صخراً ومعاوية بكاءً حزيناً سارت به الركبان في الجاهلية،
ولكن عندما أسلمت سمت نفسها وتهذبت عاطفتها.

5. عمر بن عبد العزيز رحمه الله
كان
لعمر بن عبد العزيز رحمه الله وزيرا صدق من أهل عشيرته، وهما ابنه عبد
الملك وغلامه مزاحم، فماتا في عام واحد، فوجد عليهما وصبر، فقال وهو يواري
ابنه عبد الملك - ومات وعمره سبع عشرة سنة: لأن تكون في ميزاني أحب إلي من
أن أكون في ميزانك؛ يعني تموتُ قبلي وأحتسبك.

وقال:
الأمر الذي نزل بعبد الملك كنا نتوقعه، فلما وقع لم ننكره؛ وقام على قبره
فقال: رحمك الله يا بني، فقد كنت باراً مولوداً، وباراً ناشئاً، وما أحب
أني دعوتك فأجبتني.

6. عروة بن الزبير رحمه الله
بُترت
رجل عروة بن الزبير ومات ابنه فجأة في نفس اليوم، فحمد الله واسترجع،
وقال: اللهم أخذتَ ابناً وتركتَ أبناء، وأخذتَ عضواً وتركتَ أعضاء، فلك
الحمد على ما أخذت وعلى ما أبقيت.

7.
نُعي لرجل من السلف أخاه وكان يتغدى، فقال للمخبر: تفضل تغدى، فقد نُعي
إليَّ أخي من قبل؛ يريد قول الله تعالى: "إنك ميت وإنهم ميتون"، فقد نعت
الآية رسول الله إلى الأمة ونعتهم إلى أنفسهم.

8.
استشهد لامرأة ثلاثة أولاد يوم تُسْتر، فخرجت أمهم إلى السوق لبعض شأنها،
فأعلمها رجل باستشهادهم، فقالت: مقبلين أومدبرين؟ قال: مقبلين؛ قالت:
الحمد لله، نالوا الفوز، وحاطوا الذمار23 ، بنفسي هم وأبي وأمي.

الميت الذي يُعذب ببكاء أهله عليه
يتعجل
البعض بالطعن والتشكيك في قوله صلى الله عليه وسلم: "الميت يُعذب ببكاء
أهله عليه"، ويرده بدعوى أنه مخالف لظاهر قوله تعالى: "ولا تزر وازرة وزر
أخرى"، "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى".

أما
الموقنون بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، وأن ما صحَّ
عنه لم يمكن أن يعارض كتاب الله، لأن الكل من الوحي، فإنهم لا يتعجلون في
رد السنن وإنكارها، وإنما يبحثون عن توفيق أهل العلم المختصين لها.

فالميت
الذي يعذب ببكاء أهله عليه هو الذي يوصي بذلك، كما كان بعض الجاهليين
يقول لبنته مثلاً: إذا أنا مت فقولي في كذا وكذا؛ أوذلك الشخص الذي هو
متيقن من جزعهم وتسخطهم ثم لا يحذرهم وينهاهم عن ذلك في حياته؛ أما إذا
حذرهم ونهاهم وتبرأ من صنيعهم هذا فلا يناله شيء من بكائهم ولو ناحوا عليه
الدهر كله، والله أعلم.


ã ثالثاً: ما ابتدع في التعزية
حكم التعزية
التعزية
سنة مستحبة، وقد ورد في فضلها أحاديث ليست بالقوية، نحو: "ما من مؤمن
يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله عز وجل من حلل الكرامة يوم القيامة"24،
وروى الترمذي25 عن أبي برزة يرفعه: "من عزى ثكلى كسي برداً في الجنة"26 .

صيغ التعزية
أحسن
ما ورد في التعزية ما عزى به رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى بناته في
صبي لها: "إن لله تعالى ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل"27،
وأمرها بالصبر والاحتساب.

وروى
البيهقي في مناقب الشافعي أن الشافعي بلغه أن عبد الرحمن بن مهدي مات له
ابن فجزع عليه عبد الرحمن جزعاً شديداً، فبعث إليه الشافعي رحمه الله: يا
أخي عزِّ نفسك بما تعزي به غيرك، واستقبح من فعلك ما تستقبحه من فعل غيرك،
واعلم أن أمضى المصائب فقد سرور وحرمان أجر، فكيف إذا اجتمعا مع اكتساب
وزر؟! فتناول حظك يا أخي إذا قرب منك قبل أن تطلبه وقد نأى عنك، ألهمك
الله عند المصائب صبراً، وأحرز لنا ولك بالصبر أجراً؛ وكتب إليه:

إني معزيك لا أني على ثقة من الخلـود ولكن سنة الدين
فما المعزَّي بباقٍ بعـد ميته ولا المعزِّ ولا عاشا إلى حين
وكتب
رجل إلى بعض إخوانه يعزيه بابنه: أما بعد، فإن الولد على والده ما عاش
حزن وفتنة، فإذا قدمه فصلاة ورحمة، فلا تجزع على ما فاتك من حزنه وفتنته،
ولا تضيع ما عوضك الله عز وجل من صلاته ورحمته.

فالتعزية تحدث بأي لفظ ليس فيه مخالفة شرعية، نحو:



  • أحسن الله العزاء، وجبر الله الكسر، ورحم الله المتوفى.
  • أحسن الله عزاءكم وغفر لميتكم.
  • أجاركم الله في مصيبتكم وأخلف عليكم خيراً منها.

وهي تختلف باختلاف الميت والمعزَّى، وتختلف في حال الإسلام وحال الكفر، واستحب قوم28 أن يقول في:



  • تعزية المسلم بالمسلم: أعظم الله أجرك، وأحسن عزاءك، وغفر لميتك.
  • تعزية المسلم بالكافر: أعظم الله أجرك، وأحسن عزاءك؛ ولا يترحَّم ولا يدعو للكافر.
  • تعزية الكافر بالمسلم: أحسن الله عزاءك، وغفر لميتك.
  • تعزية الكافر بالكافر: أخلف الله عليك.

السنة تعزية جميع أهل الميت نساءاً ورجالاً، كباراً وصغاراً، إلا الشابات من غير المحارم.
قال
النووي: (ويستحب أن يعم بالتعزية جميع أهل الميت وأقاربه الكبار والصغار،
والرجال والنساء، إلا محارمها. وقال أصحابنا: وتعزية الصلحاء والضعفاء على
احتمال المصيبة والصبيان آكد).29

وقال ابن حجر في التحفة: (الشابة لا يعزيها إلا نحو محرم).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
توتا اكشن

توتا اكشن


عدد المساهمات : 67
تاريخ التسجيل : 15/02/2011
العمر : 33

كل ما يخص عن العزاء من اسئله Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل ما يخص عن العزاء من اسئله   كل ما يخص عن العزاء من اسئله Emptyالإثنين يونيو 11, 2012 7:51 pm

وقت التعزية
تجوز
التعزية قبل وبعد الدفن، واستحب بعض أهل العلم أن تستمر لمدة ثلاثة أيام
للحاضرين، أما الغائبين فمتى حضروا عزوا، وليس في تحديد ذلك نص.

قال
النووي: (والثلاثة على التقريب لا على التحديد.. وقال أصحابنا: وتكره
العزية بعد ثلاثة أيام، لأن التعزية لتسكين قلب المصاب، والغالب سكون قلبه
بعد الثلاثة، فلا يجدد له الحزن، هكذا قاله الجماهير من أصحابنا. وقال أبو
العباس بن القاص من أصحابنا: لا بأس بالتعزية بعد الثلاثة، بل تبقى أبداً
وإن طال الزمان.. وقال أصحابنا: التعزية بعد الدفن أفضل منها قبله، لأن
أهل الميت مشغولون بتجهيزه، ولأن وحشتهم بعد دفنه لفراقه أكثر).30

الصيغ والكيفيات البدعية للتعزية
هناك صيغ وكيفيات محدثة للتعزية، تختلف من بلد إلى بلد، منها على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي:
1.
قول المعزي: "الفاتحة، الفاتحة"، سواء قرأ الفاتحة أم لم يقرأها، وهذه
الكيفية هي المنتشرة في السودان، بل جل الناس لا يقبلون سواها، مهما يعزي
المعزي بغيرها، ولو أتى بالدعاء النبوي لم يعتد بما قال، واتخذ الناس منه
موقفاً، سواء كان هو المعزِّي أوالمعزَّى على حد سواء، وفي هذا تجنٍ وظلم،
وإماتة للسنة، وإحياء للبدعة.

2.
تحديد ساعات معينة للعزاء بين المغرب والعشاء، لمدة يوم أوأكثر، فيحضر
المعزون فيجلسون، ثم بعد تناول القهوة أوالماء قاموا إلى أهل الميت وهم
مصطفون وقوفاً، فوضع كل منهم يده على كتف أحدهم ثم انصرف، قد يقول شيئاً
وقد لا يقول، وهذا هو السائد في الحجاز، أوبالأحرى في مكة، والمدينة،
وجدة.

وهذه الكيفية بهذه الطقوس والرسوم ليس لها مستند في السنة.
3.
أن يقول المعزِّي للمعزَّى: "البقية في حياتك!" أي ما بقي من عمر هذا
المتوفى يضاف إلى عمرك، وفي هذا القول مخالفة عقدية، إذ ما من إنسان يموت
إلا بعد أن استوفى أجله: "إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون"،
بجانب أنها تعزية بدعية مصرية.

لقد
استنكر العلماء وطلاب العلم هذه الكيفيات ولا يزالون يستنكرونها، وقد
أفتى جمع منهم ببدعيتها، ولكن لا حياة لمن تنادي، وذلك لأسباب منها:

1. تقليد الآباء والأجداد والاستكانة للأعراف والتقاليد.
2. سكوت كثير من أهل العلم، إن رهباً أورغباً، عن بيان مخالفة ذلك للسنة.
3. ظن البعض أن إنكار ذلك من نسج خيال السنيين والسلفيين.
4.
عدم الرجوع إلى كتب الفقه، إذ لو رجعوا لأي كتاب من كتب الفقه لعلموا
الصيغ المشروعة من الممنوعة، ولما وجدوا لما يقومون به مستنداً ودليلاً.

جاء
في فتاوى31 اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء بالمملكة العربية السعودية في
ردهم على سؤال: (جرت العادة عندنا إذا مات شخص، وذهب شخص لتعزية أهل
الميت يدخل الشخص المعزي رافعاً يديه إلى منكبيه، ويقول: الفاتحة؛ فيقوم
أولياء الميت، ويقرأون32 معه الفاتحة، ثم يسلم عليهم بعد ذلك، هل هذا من
السنة؟).

الجواب:
(ما ذكرته من رفع المعزي يديه عندما يدخل على أهل الميت ليعزيهم وقوله
الفاتحة، وقراءتهم معه الفاتحة ثم يسلم، لا يجوز، بل هو بدعة محدثة،
والمشروع أن يبدأ بالسلام، ولا يقول الفاتحة ولا غيرها، ولا يرفع يديه)
وإنما يعزي.


ã رابعاً: اتباع النساء للجنازة
من البدع المنكرة والمحدثات القبيحة إصرار بعض النساء على اتباع الجنائز مع النهي الأكيد والتحذير الشديد عن ذلك.
عن
عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: "قبرنا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم – يعني ميتاً – فلما فرغنا انصرف رسولُ الله صلى الله عليه
وسلم وانصرفنا معه، فلما حاذى به وقف، فإذا نحن بامرأة مقبلة، قال: أظنه
عرفها، فلما ذهبت فإذا هي فاطمة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما أخرجك يا فاطمة من بيتك؟ فقالت: أتيت يا رسول الله أهل هذا الميت
فَرَحَّمْتُ إليهم ميتهم، أوعزيتهم به؛ فقال لها رسول الله صلى الله عليه
وسلم: فلعلك بلغت معهم الكُدى33؟ قالت: معاذ الله!! وقد سمعتك تذكر فيها
ما تذكر؛ قال: لو بلغت معهم الكدى"، فذكر تشديداً في ذلك.34

وفي رواية عند أحمد والحاكم: "أما أنك لو بلغتِ معهم الكدى ما رأيتِ الجنة حتى يراها جد أبيك"، أوكما قال.
وعن
أم عطية الأنصارية رضي الله عنها قالت: نهينا أن نتبع الجنائز، ولم يعزم
علينا"35، وفي رواية للطبراني36 عنها: "ونهانا أن نخرج في جنازة".

إن
لم يعزم عليهن في حديث أم عطية فقد عزم عليهن وحذرهن ونهاهن أشد النهي في
حديث فاطمة رضي الله عنها، بل لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات
القبور37، فكيف بمن يشيعن الجنازة ويختلطن مع الرجال؟!

قال
الحافظ ابن حجر رحمه الله معلقاً على ترجمة البخـاري: "اتبـاع النساء
الجنـائز": (قـال الزين بن المنير: فصل المصنف بين هذه الترجمة وبين فضل
اتباع الجنائز بتراجم كثيرة تشعر بالتفرقة بين النساء والرجال، وأن الفضل
الثابت في ذلك مختص بالرجال دون النساء، لأن النهي يقتضي التحريم
أوالكراهة، والفضل يدل على الاستحباب، ولا يجتمعان.

إلى أن قال:
وقال القرطبي: ظاهر سياق حديث أم عطية أن النهي نهي تنزيه، وبه قال جمهور أهل العلم، ومال مالك للجواز38، وهو قول أهل المدينة).39
لم تكتف بعض الشقيات باتباع الجنازة إلى المقبرة، بل تجرأن وحملنها إلى المقبرة، كما فعل بعض أتباع الفرق الضالة.40
خرَّج
أبو يعلى عن أنس رضي الله عنه قال: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم في جنازة، فرأى نسوة، فقال: أتحملنه؟ قلن: لا؛ قال: أتدفنه؟ قلن: لا؛
قال: فارجعن مأزورات غير مأجورات".

قال
الحافظ ابن حجر41 معلقاً على تبويب البخاري "حمل الرجال الجنازة دون
النساء": (نقل النووي في "شرح المهذب" أنه لا خلاف في هذه المسألة بين
العلماء، والسبب فيه ما تقدم42، ولأن الجنازة لابد أن يشيعها الرجال، ولو
حملها النساء لكان ذلك ذريعة إلى اختلاطهن بالرجال، فيفضي إلى الفتنة).

حدث
كل هذا بسبب عدم الإنكار والتسامح في الابتداع في دين الله ما لم ينزل به
سلطاناً، فينبغي لولاة الأمر من الحكام وغيرهم أن يحموا حمى الدين، وأن
يغاروا لمحارم الله، وأن يعملوا على تغيير المنكرات صغيرها وكبيرها، فمعظم
النار من مستصغر الشرر.


ã خامساً: اتباع الجنائز بالتهليل، والتكبير، وضرب الطبول
من
البدع القبيحة والمحدثات السيئة التي درج عليها البعض تشييع الجنائز
بالتهليل والتكبير، وقول البعض وهم مشيعون: "وحدوه"، وضرب الطبول، وإنشاد
بعض الأشعار كالبردة، و"البَرَّاق"، ونحوهما، وهذا كله مخالف لسنة الحبيب
المصطفى والرسول المجتبى، ولم يؤثر عن أحد من أهل العلم، لا في الحديث ولا
في الورى، وأكثر من يمارس ذلك أتباع الطرق الصوفية في تشييع من مات من
المشايخ.

فالواجب
على المسلمين التقيد بسنة نبيهم، وترك ما سواها من البدع وإن استحسن ذلك
من استحسن، فالخير كله في الاتباع، والشر كل الشر في الابتداع، ورحم الله
مالكاً حيث كان كثيراً ما ينشد ويردد:

وخير الأمور ما كان سنة وشر الأمور المحدثات البدائع
روى أبوداود في سننه43 عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تتبع الجنازة بصوت ولا نار".
سمع عبد الله بن عمر رجلاً يقول في جنازة استغفروا لأخيكم؛ فقال ابن عمر: لا غفر له بعد.
وعن
قيس بن عباد وهو من أكابر التابعين ممن صحب علياً رضي الله عنه قال:
"كانوا يستحبون خفض الصوت عند الجنائز، وعند الذكر، وعند القتال".

قال
الإمام النووي في باب ما يقوله الماشي مع الجنازة44: (يستحب له أن يكون
مشتغلاً بذكر الله تعالى، والفكر فيما يلقاه الميت، وما يكون مصيره، وحاصل
ما كان فيه، وأن هذا آخر الدنيا ومصير أهلها، وليحذر كل الحذر من الحديث
بما لا فائدة منه، فإن هذا وقت فكر وذكر، يقبح فيه الغفلة واللهو والاشتغال
بالحديث الفارغ، فإن الكلام بما لا فائدة فيه منهي عنه في جميع الأحوال،
فكيف في هذا الحال.

واعلم
أن الصواب المختار ما كان عليه السلف رضي الله عنهم السكوت في حال السير
مع الجنازة، فلا يرفع صوت بقراءة، ولا ذكر، ولا غير ذلك، والحكمة فيه
ظاهرة، وهي أنه أسكن لخاطره، وأجمع لفكره فيما يتعلق بالجنازة، وهو المطلوب
في هذه الحال، فهذا هو الحق، ولا تغترن بكثرة من يخالفه، فقد قال أبوعلي
الفضيل بن عياض رحمه الله ما معناه: الزم طريق الهدى، ولا يضرنك قلة
السالكين، وإياك وطرق الضلالة، ولا تغتر بكثرة الهالكين.

وقد
روينا في سنن البيهقي ما يقتضي ما قلته45، وأما ما يفعله الجهلة من
القراءة على الجنازة بدمشق وغيرها من القراءة والتمطيط، وإخراج الكلام عن
موضوعه، فحرام بإجماع العلماء، وقد أوضحتُ قبحه وغلظ تحريمه، وفسق من تمكن
من إنكاره فلم ينكره، في آداب القراء، والله المستعان).

وقال
شيخ الإسلام ابن تيمية: (لا يستحب رفع الصوت مع الجنازة لا بقراءة ولا
ذكر ولا غير ذلك، هذا مذهب الأئمة الأربعة، وهو المأثور عن السلف من
الصحابة والتابعين، ولا أعلم فيه مخالفاً.

وقال أيضاً: وقد اتفق أهل العلم بالحديث والآثار أن هذا لم يكن على عهد القرون الفاضلة).46
وقال
ابن الحاج في المدخل47: (وليحذر هذه البدعة الأخرى، وهي تكبير المؤذنين
مع الجنازة، وقد تقدم، فيجتمع بسببهم من القراء والفقراء الذاكرين
والمريدين ومن يتابعهم في فعلهم جمع كثير، فيبقى في الجنازة غوغاء وتخليط
وتخبيط).

سئلت
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية عن
حكم رفع الصوت بالتهليل الجماعي في أثناء الخروج بالجنازة والمشي إلى
المقبرة.

فأجابت:
(هدي الرسول صلى الله عليه وسلم إذا تبع الجنازة أنه لا يسمع له صوت
بالتهليل أوالقراءة أونحو ذلك، ولم يأمر بالتهليل الجماعي فيما نعلم..
وبذلك يتضح أن رفع الصوت بالتهليل مع الجنازة بدعة منكرة، وهكذا ما شابه
ذلك من قولهم "وحدوه"، أو"اذكروا الله"، أوقراءة بعض القصائد
كالبُرْدَة).48

وأحرم وأنكر من هذا وذاك التشييع بالموسيقى التي يشيع بها بعض الملوك والرؤساء.

ã سادساً: تأخير الجنازة إذا جهزت إلا لعذر شرعي
السنة
الإسراع بدفن الميت إذا اطمئن على موته وتم غسله وتكفينه وتجهيزه، ولا
يسن أن ينتظر به أحد من الناس مهما كانت صلته بالميت، ما لم يكن قريباً
ويتوقع مجيئه في وقت معتاد.

أما
إذا مات الإنسان في ظروف غامضة، أوكان موته نتيجة جناية، أوأريد التثبت
من أسباب الوفاة فيجوز الانتظار، شريطة أن تستعجل الإجراءات، أما أن ينتظر
بالجثة الشهور ذوات العدد فهذا ليس من السنة، وفيه إهانة للمسلم وعدم
احترام، فإكرام الميت في دفنه، ولهذا امتن الله عز وجل على العباد بقوله:
"ثم أماته فأقبره".49

والدليل
على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه: "أسرعوا بالجنازة، فإن تك
صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن يك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم".50

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا مات أحدكم فلا تحبسوه وأسرعوا به إلى قبره".51
وأخرج أبوداود52 من حديث حصين بن وَحْوَح يرفعه: "لا ينبغي لجيفة مسلم أن تبقى بين ظهراني أهله".
قال
الحافظ ابن حجر: (قال القرطبي: مقصود الحديث – أسرعوا بالجنازة – أن لا
يُتباطأ بالميت عن الدفن، ولأن التباطؤ ربما أدى إلى التباهي والاختيال.

إلى أن قال:
وفيه
استحباب المبادرة إلى دفن الميت، لكن بعد أن يتحقق أنه مات، أما مثل
المطعون53، والمفلوج54، والمسبوت55، فينبغي أن لا يسرع بدفنهم حتى يمضي
يوم وليلة لتحقيق موتهم).56

قلت:
الآن يمكن التأكد من تحقق الموت عن طريق السماعات لقياس نبض القلب،
وبتسليط ضوء على بؤبؤ العين، فإذا انكمش فدليل على الحياة، وإن لم ينكمش دل
على موت الدماغ على الأقل، وبأمور أخرى.

كذلك
من البدع المنكرة حبس جثث الملوك والرؤساء وغيرهم حتى يجتمع رؤساء معظم
دول العالم أومن ينوب عنهم، وفي بعض الأحيان يكون المنتظرون كفاراً
أومنافقين لا ينتفع الميت بصلاتهم ولا دعائهم، وإنما هي أعراف دولية من
ثمرات الجاهلية الحديثة.


ã سابعاً: نقل الميت من مكان إلى مكان من غير سبب شرعي
إذا
مات المسلم في بلد فيه مقبرة للمسلمين - حيث لا يجوز دفن مسلم مع الكفار،
ولا كافر مع المسلمين – ووجد من يقوم بتجهيزه بأجرة أم بغيرها، ووجد من
يصلي عليه من المسلمين، لا يحل نقله إلى بلد آخر، ولو كان النقل إلى المدن
المقدسة مكة والمدينة وبيت المقدس، لنهيه صلى الله عليه وسلم أن ينقل أحد
من شهداء أحُد إلى المدينة، على الرغم من قرب أحُد من المدينة، وإن استحب
ذلك بعض أهل العلم رحمهم الله، لأن نقل الميت يستلزم الآتي:

1.
تشريحه ووضعه في صندوق، وفي ذلك إهانة من غير ضرورة، قال النووي: (ويكره
دفن الميت في تابوت، إلا إذا كانت رخوة أوندية، ولا تنفذ وصيته).57

2. نقله مع العفش، وفي ذلك إهانة للمسلم كذلك.
3. ارتفاع تكاليف النقل بالطائرة، وهو من لزوم ما لا يلزم.
4. ليس هناك أدنى فائدة لنقله إلى بلده، حيث لا يتمكن أحد من رؤيته والنظر إليه بعد إدخاله في الصندوق.
5. ما يعانيه الأهل والمشيعون ويقاسونه من الانتظار والمتاعب.
6. يؤخر دفن الميت، وقد أمر الشارع بالإسراع بذلك.
وأسوأ
وأنكر من أن ينقل المسلم من بلد إلى بلد من غير ضرورة نقل البعض موتاهم
ليدفنوا مع من يعتقدون صلاحهم وشفاعتهم لمن قبر معهم، وهناك مقبرة تسمى
"المنسي"، أوأن يصر الشخص أن يدفن مع أهله وأجداده مع وجود ظروف لا تمكن من
ذلك، كظرف الخريف، والطريق غير المعبد، ونحو ذلك.

عن
جابر رضي الله عنه قال: "كنا حملنا القتلى يوم أحد لندفنهم – أي في
المدينة- فجاء منادي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم يأمركم أن تدفنوا القتلى في مضاجعهم، فرددناهم".58

وعن
أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أرْسِل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام،
فلما جاءه صكه فرجع إلى ربه، فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت؛ فرد
الله عليه عينه، وقال: ارجع فقل له: يضع يده على متن ثور – أي ظهره – فله
بكل ما غطت به يده بكل شعرة سَنَة؛ قال: أي ربِّ، ثم ماذا؟ قال: الموت؛
قال: فالآن؛ فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلو كنتُ ثمَّ لأريتكم قبره، إلى جانب
الطريق عند الكثيب الأحمر".59

علينا
أن نمر مثل هذا الحديث كما جاء ولا نعترض عليه بكيف؟ ولماذا؟ لأن هذه من
المسائل الغيبية التي أخبرنا بها الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى.

كذلك
لابد من التنبيه أن شرع من قبلنا من الأنبياء والمرسلين شرع لنا ما لم
ينسخ، فقد سأل الله موسى عليه السلام أن يدنيه من الأرض المقدسة، وقد نقل
معه جثمان يوسف عليه السلام في تابوت من مصر ودفنه في بيت المقدس، لكن هذا
الشرع قد نسخ بشرع محمد صلى الله عليه وسلم، المهيمن على الرسل والخاتم؛
فلا حجة في هذا الحديث لأحد في استحباب النقل إلى الأراضي المقدسة مع نهيه
صلى الله عليه وسلم أن ينقل شهداء أحد وهم بطرفها، وأمر أن يدفنوا حيث
ماتوا، فالسنة أن يدفن المسلم حيث مات ما لم يكن هناك مانع شرعي.

قال
الحافظ ابن حجر رحمه الله معلقاً على هذا الحديث وعلى تبويب البخاري "باب
من أحب الدفن في الأرض المقدسة ونحوها": (قال الزين بن المنير: المراد
بقوله: "أونحوها" بقية ما تشد إليه الرحال من الحرمين، وكذلك ما يمكن من
مدافن الأنبياء وقبور الشهداء والأولياء، تيمناً بالجوار، وتعرضاً للرحمة
النازلة عليهم، اقتداء بموسى عليه السلام، وهذا بناء على أن المطلوب القرب
من الأنبياء الذين دفنوا ببيت المقدس، وهو الذي رجحه عياض، وقال المهلب:
إنما طلب ذلك ليقرب عليه المشي إلى المحشر، وتسقط عنه المشقة60 الحاصلة
لمن بعد عنه.

إلى أن قال: واختلف في جواز نقل الميت من بلد إلى بلد، فقيل: يكره لما فيه من تأخير دفنه وتعريضه لهتك حرمته، وقيل: يستحب.
والأولى
تنزيل ذلك على حالتين: فالمنع حيث لم يكن هناك غرض راجح كالدفن في البقاع
الفاضلة، وتختلف الكراهة في ذلك فقد تبلغ التحريم، والاستحباب حيث يكون
ذلك بقرب مكان فاضل، كما نص الشافعي على استحباب نقل الميت إلى الأرض
الفاضلة كمكة وغيرها، والله أعلم).61

استدل
من استحب الموت في الديار المقدسة بدعاء عمر رضي الله عنه: "اللهم ارزقني
شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلدك؛ فقالت له حفصة ابنته: أنى يكون هذا؟
قال: يأتيني به الله إن شاء"62، وقد استجاب الله دعاءه، فرزق الشهادة
ومات بالمدينة، وجاور رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله
عنه.

قال
النووي: (قال صاحب الحاوي: قال الشافعي: لا أحبه إلا أن يكون بقرب مكة
والمدينة أوبيت المقدس، فيختار أن ينقل إليها لفضل الدفن فيها؛ وقال
البغوي والشيخ أبونصر البندنيجي من العراقيين: يكره نقله؛ وقال القاضي
حسين، والدارمي، والمتولي: يحرم نقله؛ وقال القاضي حسين والمتولي: ولو
أوصى بنقله لم تنفذ وصيته، وهذا هو الأصح، لأن الشرع أمر بتعجيل دفنه، وفي
نقله تأخيره، وفيه أيضاً انتهاكه من وجوه، وتعرضه للتغيير، وغير ذلك).63

ثم ذكر حديث جابر السابق في النهي عن نقل شهداء أحد إلى المدينة.

ã ثامناً: التحدث بأمور الدنيا والضحك في أثناء التشييع
رحم
الله سعد بن معاذ رضي الله عنهما عندما قال: "ما صليتُ على جنازة إلا
وحدثت نفسي بما تقول ويُقال لها"، من لم يتعظ بالموت فبم يتعظ؟ ولهذا رأى
عبد الله بن مسعود رجلاً يضحك وهو مشيع جنازة، فقال له: أتضحك في هذا
الموقف؟! والله لا أكلمك أبداً.

ينبغي لمشيع الجنازة أن يتذكر أن هذا مصيره، فعليه أن يعد له العدة.
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول
فإن لم يراع حاله فعليه أن يراعي شعور أهل الميت المحزونين.
بعض الناس يغتاب في المقبرة، ويضحك، ويدخن، ويجري صفقات تجارية عن طريق الجوال أومع أشخاص، وكأنه في متجره أومنتزه.
كان سفيان الثوري رحمه الله إذا شهد جنازة لم ينتفع لمدة ثلاثة أيام.
وقال
ابن الحاج المالكي في المدخل64: (وهذا وما شاكله ضد ما كانت عليه جنائز
السلف الماضين رضي الله عنهم أجمعين، لأن جنائزهم كانت على التزام الأدب،
والسكون والخشوع، والتضرع، حتى إن صاحب المصيبة كان لا يعرف من بينهم،
لكثرة حزن الجميع، وما أخذهم من القلق والانزعاج بسبب الفكرة فيما هم إليه
صائرون، وعليه قادمون، حتى لقد كان بعضهم يريد أن يلقى صاحبه لضرورات تقع
له عنده، فيلقاه في الجنازة فلا يزيد على السلام الشرعي شيئاً، لشغل كل
منهما بما تقدم ذكره، حتى إن بعضهم لا يقدر أن يأخذ الغداء تلك الليلة
لشدة ما أصابه من الجزع، كما قال الحسن البصري رضي الله عنه: ميتُ غدٍ
يشيع ميتَ اليوم).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كل ما يخص عن العزاء من اسئله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات كمنا المصرى :: الـــــــقــــــــســــــم الاســـــــلامــــــــى :: مــــواضــــيــــع أســــــــلامـــــــــــيــــــــــــــه-
انتقل الى: